يدخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عامه الجديد في رئاسة البلاد جارا خلفه جملة من المشاكل والمتاعب التي قد تهدد مستقبله السياسي، وتجعل من عام 2019 نهاية لإدارته المثيرة للجدل.ويعيش ترامب عزلة غير مسبوقة داخل إدارته، بعد أن فقد فريقه الرئاسي العديد من كبار الموظفين، منهم من شغل مناصب تنفيذية واستشارية ودبلوماسية وعسكرية، كان أبرزهم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي أعلن استقالته الأربعاء الماضي.
ولأسباب مختلفة، تم ابتعاد الكثيرين عن فريقه الرئاسي، وسواء استقالوا أم أقيلوا، فإن النتيجة تشير إلى تغييرات غير مسبوقة في تاريخ الرئاسات الأمريكية.
وفيما يلي قائمة بالذين تركوا إدارة ترامب منذ وصوله إلى الحكم مطلع العام 2017:
1- مايكل فلين، مستشار الأمن القومي.
2- شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض.
3- رينس بريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض.
4- أنطوني سكاراموتشي ، مدير الاتصالات بالبيت الأبيض.
5- ستيف بانون، كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض.
6- كاتي وولش، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض.
7- مايكل دوبك، مدير الاتصالات.
8- سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس.
9- كاثلين ترويا مكفارلاند، نائب مستشار الأمن القومي
10 – توم برايس، وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
11 – أوماروسا مانيغو نيومان.
12 – جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية.
13- أندرو مكابي، نائب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية.
14- دينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي.
15- والتر شباك، مدير مكتب الأخلاقيات الحكومية.
16- أنجيلا ريد، رئيسة قسم الموظفين المنزليين في البيت الأبيض.
17- روب بورتر، أمين الموظفين.
18- جوش رافل، مسؤول الاتصالات العليا.
19- هوب هيكس، مدير الاتصالات الاستراتيجية.
20- غاري كون، مدير المجلس الاقتصادي الوطني.
21 – جون مكينتي، مساعد الرئيس الشخصي.
22- ريكس تيليرسون، وزير الخارجية.
23- هربرت ماكماستر، مستشار الرئيس للأمن القومي.
24- ديفيد شولكين، أمين شؤون قدامى المحاربين.
25- مايكل أنطون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي.
26- توم بوسرت، مستشار الأمن.
27- سكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة.
28- نيكي هايلي، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
29- جيمس ماتيس، وزير الدفاع.
30- بريت ماكغورك، مبعوث أمريكا الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.
ويرى محللون وخبراء في الشأن الأمريكي أن أكثر ما يقلق ترامب خشيته من تطور التحقيقات التي يقوم بها المحقق روبرت مولر، بحيث تفضي إلى توجيه اتهام رسمي له ومقاضاته، إضافة إلى تولى الديمقراطيين لمجلس النواب.
وكانت مجلة « نيوزويك » الأمريكية، قالت في تقرير نشرته الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يشعر بالقلق لـ »أول مرة في حياته »، مشيرة إلى تحذيرات من الصحفي الذي اعتبرته من « أساطير الصحفيين »، المشارك في فضيحة « ووترغيت » الشهيرة التي أدت إلى استقالة تاريخية للرئيس السابق ريتشارد نيكسون.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الصحفي كارل بيرنشتاين، الذي عمل مع بوب وودوارد في السبعينيات للكشف عن فضيحة « ووترغيت »، حذر من أن ترامب قد يلاقي مصير نيكسون، معتبرا أن جلسات إقالته باتت مرجحة الآن.وأشار الكاتب في الصحيفة، إلى أنه جزء من المقاومة داخل الإدارة الأمريكية لرئيس يعاني من سوء الإدارة في ظل التحقيقات المستمرة التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب.
وأشار صحفي « ووترغيت »، وفق تقرير أعده جيسون ليمون، في « نيوزويك »، إلى أن المذكرة التي كتبها المدعون الفيدراليون للمحامي السابق لترامب، مايكل كوهين، قد تؤدي إلى إقالة الرئيس الأمريكي.وتقول الوثيقة، إن الرئيس ترامب « قاد مؤامرة إجرامية، لإصدار توجيهات لدفع أموال بهدف شراء صمت امرأتين أقام معهما علاقات خارج إطار الزوجية ».
وقال بيرنشتاين للمجلة: « يبدو بالتأكيد أن ما يعرض للجمهور، نوع من الجرائم التي تستدعي إجراء جلسات استماع في سلوك رئيس الولايات المتحدة »
وأضاف: « هناك شيء أكثر أهمية من مجرد العزل، وهو حقيقة أن دونالد ترامب لأول مرة في حياته محاصر وقلق ».
وأشار إلى أن ترامب رجل الأعمال السابق « كان بإمكانه دائما أن يخرج من أي مأزق » عندما كان يدير شركته الخاصة. و »كان دائما يشتري طريقه للخارج، ويخدع الكثيرين من أجل التنصل. لكنه بات محاصرا من قبل المحقق الخاص مولر ».وحتى الآن، تم توجيه الاتهام إلى 33 شخصا وثلاث شركات من المحقق الخاص روبرت مولر، حول ما إذا كانت حملة ترامب قد تواطأت مع روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 أم لا.
ولم يتم اتهام أي شخص منهم بالتواطؤ مع روسيا، ولكن تم الكشف عن جرائم أخرى مختلفة في التحقيق المستمر.ومن المتوقع أن يصدر التقرير النهائي لمولر قريبا، وقد دفعت أحدث المزاعم العديد من السياسيين إلى اقتراح إمكانية عزل ترامب، أو حتى توجيه اتهامات جنائية له وسجنه
من جهته قال الخبير في الشؤون الأمريكية، سعيد عريقات لـ »عربي21″ : « إن ترامب، وخلال فترة قصيرة ترك سفينته العديد من الشخصيات التي كان ينظر إليها كركائز ودعائم لادارته، متوقعا أن يشهد العام القادم المزيد من الإرتباك، والعزلة بالنسبة لترامب داخل البيت الابيض، مردفا: « ليس هناك الكثير ممن يرغبون في الانضمام إلى إدارته، سواء الدفاع أو وزارت أخرى ».وأشار عريقات بقوله،: « الأسابيع المقبلة ستشهد تغيرا كبيرا في وجه هذه الإدارة، وسنرى كيف سيتعامل مع الكونغرس معها، بعد أن يسيطر عليه رسميا الحزب الديمقراطي الذي يتخذ موقفا سلبيا من طريقة إدراة ترامب للسياسات الداخلية والخارجية »
بدوره؛ قال الخبير في الشأن الأمريكي خالد الترعاني إن مستقبل إدارة ترامب خلال العام القادم سيتضح أكثر مع تقدم التحقيقات في القضايا المنظورة ضد ترامب، والصفقات التي يمكن أن يرتبها المحقق مولر مع الفريق الذي كان حول ترامب أثناء حملته الانتخابية.
وأضاف في حديث لـ »عربي21″: « معظم فريق ترامب الانتخابي يواجهون عقوبات بالسجن خلال العام القادم، ولذلك يقومون بعقد صفقات للنجاة، يتخلون بموجبها عن ترامب ويتركونه وحيدا، ولذلك فإن نتائج هذه الإعترافات ستحدد مصير ترامب خلال العام القادم وهي التي ستحدد أيضا كيف ستكون انتخابات 2020 « .
وزاد قائلا: « المؤشرات بالنسبة لترامب غير مبشرة، ولو كنت مكانه، فسوف أتصبب عرقا سنة 2019 »
الكاتب الصحفي عبد الرحمن سعد رأى أن ترامب سينشغل العام القادم (2019) في محاولة تثبيت ركائر إدارته، واستمراره في السلطة سيكون همه الرئيسي مهما فعل.
وقال سعد في مقال نشرته « عربي21″ إن المحقق الخاص سيستمر في مساءلته عن علاقته بروسيا، وعن تدخلها في الانتخابات الأمريكية، وهو بهذا أول رئيس في تاريخ أمريكا يشكك في شرعيته الانتخابية. »كما ستبدأ مساءلته عن علاقاته المالية بالمملكة العربية السعودية، بعد أن فتحت أزمة الشهيد جمال خاشقجي ملف علاقاته بالمملكة؛ بسبب دفاعه الأهوج غير المبرر عن محمد بن سلمان ». بحسب الكاتب الذي قال أيضا: « سيكون على السيد ترامب أن يواجه مجلس النواب ذا الأغلبية الديمقراطية، وأن يواجه مجلس الشيوخ الذي يقف غالبيته ضده في مواضيع كثيرة برغم أغلبيته الجمهورية ».
وأشار سعد إلى أنه وفي نهاية الأمر؛ سيظل استمرار ترامب في السلطة إلى نهاية العام أمرا مشكوكا فيه في نظر كثير من العالمين بالشأن الأمريكي.